النائب السابق د نزيه منصور
منذ بدء وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني سنة ٢٠٢٤، بضمانة أميركية فرنسية تشكلت لجنة إشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار مؤلفة من جنرال أميركي رئيساً وعضو فرنسي وممثل عن القوات الدولية وآخر صهيوني وضابط لبناني، والتي عليها أن ترسل تقاريرها الموضوعية للأمم المتحدة...!
المؤسف أنها ولدت على يد قابلة أميركية وما أدراك ما الأميركية، التي تدعم الكيان المؤقت بكل أنواع الأسلحة والذخائر المتطورة، وتغض النظر إذا لم تكن محرضة على ممارسة الإرهاب بحق شعوب المنطقة. واللافت أن المقا.ومة التزمت بالاتفاق ولم تطلق رصاصة على العدو الذي يسرح ويمرح من دون حسيب ولا رقيب بذريعة السلاح، وأي سلاح هو متواضع أمام ما يملكه العدو من طيران حربي يتفوق به على الجميع من آليات عسكرية متطورة وبتقنية عالية، بالإضافة إلى المسيّرات التي تجول في طول البلاد وعرضها على مدار الساعة، وأقمار اصطناعية وأجهزة تجسس محلية وإقليمية ودولية وعملاء هنا وهناك ..!
بلغت جرائم العدو واختراقاته حوالي أربعة آلاف من قتل وتدمير على مساحة الأراضي اللبنانية، دون أن تحرك الحكومات الضامنة ساكناً، بل ضغطت على السلطات اللبنانية بتعريتها من الحد الأدنى من مقومات الدفاع عن النفس وعن البلد. وبدلاً من إلزام العدو بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة وإرغامه على وقف الاعتداءات من قتل وتدمير وإيقاف مسيّراته التي تقلق اللبنانيين الحريصين على البلد وسيادته واستقلاله، يتنافس المطبّلون والمزمّرون والفرحون والشامتون من الإعلاميين والسياسيين على تحريض العدو لارتكاب المزيد من القتل والتدمير ونزع سلاح الشرف تلبية للرغبة الأميركية الصهيونية، حتى أصبح البعض منهم يحدد ساعة الصفر ويبشر بساعات قليلة بالقصف والتدمير والاغتيال واقتراب الفرج وتحقيق أحلام واشنطن وتل أبيب...!
ينهض مما تقدم، أن التهديد والتهويل ودفع العدو إلى ارتكاب حماقة الاجتياح والتي ستكون وبالاً عليه وعلى من خلفه، وأن الدعوة لرفع الراية البيضاء مجرد أحلام أشبه بحلم ابليس بالجنة، خاصة أن الكيان يمر في أسوأ حالاته عقب طوفان الأقصى، ومؤخراً استفزاز طهران التي هزت الكيان من أقصاه إلى أقصاه مروراً بقوى المحور في لبنان والعراق واليمن الأصيل الذي هزم واشنطن في البحر الأحمر وبحر العرب. ولا يظننّ أحد أن شرق أوسط جديد تحكمه تل أبيب لم يحصل في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل، فهو إلى زوال وهذا ما يتحدث عنه ويتوقعه قادة العدو...!
وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:
١- من يعمل عند الآخر العدو أم فرقة اسمعيني يا منيرة؟
٢- لماذا الاصرار على نزع السلاح الذي حرر وصمد وألحق بالعدو خسائر فادحة؟
٣- هل التزمت كل من واشنطن وباريس بمضمون اتفاق وقف إطلاق النار؟
٤- هل تخضع الحكومة اللبنانية للإملاءات الأميركية؟
د. نزيه منصور